تمتلك دولة الكويت حاليا 3 مصافي للنفط والتي من خلالها يتم التعامل مع النفط الخام وتحويله إلى مشتقات بترولية واستخدام هذه المشتقات للسوق المحلي أو التصدير الخارجي .
بنيت مصفاة ميناء الأحمدي في عام 1949 كمصفاة بسيطة لا تزيد طاقتها التشغيلية على 25 الف برميل يوميا لتغطية احتياجات السوق المحلية من بنزين السيارات والديزل والكيروسين وقد خضعت لبرنامج توسعة بين عامي 1958 و 1963 بحيث ارتفعت طاقتها التكريرية الى 190إلى 250 ألف برميل في اليوم على التوالي. وتقع المصفاة على بعد 45 كم جنوب مدينة الكويت وهي تقع مباشرة على شاطئ الخليج العربي . وتبلغ المساحة الإجمالية التي أقيمت عليها المصفاة 10,534,000 مترا مربعا. وبعد إنشاء مؤسسة البترول الكويتية وإعادة هيكلة القطاع النفطي الكويتي انتقلت ملكية المصفاة من شركة نفط الكويت الى شركة البترول الوطنية الكويتية التي تتولى مسؤولية صناعة تكرير النفط وإسالة الغاز. وفي بداية الثمانينات وفي إطار إستراتيجية شاملة لتطوير صناعة التكرير وتوسعة المصافي، بدأ العمل بتنفيذ مشروعين طموحين لتحديث مصفاة ميناء الأحمدي وهما مشروع تحديث المصفاة MAA-RMP وقد أكتمل في عام 1984 ومشروع الإضافات الجديدة في مصفاة ميناء الأحمدي MAA-FUP وأفتتح رسميا في عام 1986 وقد بنيت في إطار المشروعين 29 وحدة جديدة في المصفاة مما جعلها واحدة من أحدث وأضخم مصافي التكرير في العالم سواء من حيث طاقتها التكريرية التي تبلغ 466 ألف برميل يوميا أو من حيث التقنية المتطورة المطبقة في المصفاة. وقد استهدف مشروع تحديث مصفاة ميناء الأحمدي تزويد السوق المحلية والعالمية بالمنتجات البترولية ذات المحتوى
الكبريتي المنخفض من جهة، ومن جهة أخرى تقليل الاعتماد على الغاز كوقود لمحطات توليد الطاقة الكهربائية في البلاد مما يوفر وقودا أكثر استقرارا. أما مشروع الإضافات الجديدة فقد كان ينطلق من نظرة شاملة للأسواق المستقبلية للمنتجات البترولية بهدف تحقيق أعلى ربحية ممكنة وتأمين سوق مستقرة للمنتجات المكررة في مصافي الشركة الثلاث. كما أن المشروع استهدف زيادة نسبة المنتجات الخفيفة والوسطى في عملية التقطير وتخفيض نسبة زيت الوقود الى الحد الأدنى مما يحقق عائدا أعلى من عملية تكرير النفط الخام. وتحتوى المصفاة كما أسلفنا على 29 وحدة جديدة من أهمها وحدات تقطير النفط الخام ووحدات التكسير بالعامل المساعد المائع ووحدات إزالة الكبريت من مخلفات برج التقطير الجوي، وحدة التقطير الفراغي، ووحدات استرجاع الكبريت..الخ. .
وحدات تقطير النفط الخام
تبلغ الطاقة الإجمالية لوحدتي تقطير النفط الخام الجديدتين 320 ألف برميل يوميا وتتلقى النفط الخام من حقول برقان والرطاوي وغيرهما، حيث يتم فصل اللقيم في برج التقطير الى مجموعة واسعة من المنتجات مثل الغاز والنافثا، والكيروسين وزيت الغاز الثقيل والمخلفات. وترسل المنتجات المقطرة في هاتين الوحدتين الى وحدات تحويلية أخرى من أجل رفع مواصفاتها الى المستويات المقررة. والوحدتان الجديدتان بنيتا ضمن مشروع تحديث المصفاة وتضاف إليهما وحدة تقطير النفط الخام في المصفاة القديمة مما يرفع طاقة هذه الوحدات الثلاث الى 442 ألف برميل يوميا.
وحــدات MAFP
وهي مجموعة من الوحدات شيدت ضمن مشروع لإنتاج MTBE والأكيلات وتحديث وحدة التكسير بالعامل المساعد المائع التي بنيت عام 1987. وتنتج هذه الوحدات مكونات البنزين
الخالي من الرصاص (MTBE – والأكيلات) بالإضافة الى إستعادة غاز البروبلين والذي يزود الى مصنع شركة ايكويت من أجل انتاج “البولي بروبلين”. هذا وقد استهدف مشروع تحديث وحدة التكسير بالعامل المساعد المائع زيادة طاقتها من 30,000 برميل في اليوم الى 48,000 برميل في اليوم وذلك لإنتاج كميات أكبر من خليط الجازولين ولتزويد وحدات MAFP بالكميات المطلوبة من غاز البترول المسال.
وحدة تكرير خام الآيوسين
وظيفة هذه الوحدة هي تقطير خام الآيوسين الى مجموعة من المنتجات التي يمكن تسويقها مباشرة أو معالجتها في وحدات أخرى. وتبلغ طاقتها التصميمية 18,000 برميل يوميا لكن هذه الطاقة خضعت لزيادة ملحوظة إذ أصبحت الطاقة الفعلية للوحدة 24,000 برميل في اليوم.
وحدة التكسير بالعامل المساعد المانع
شيدت هذه الوحدة عام 1987 كجزء من مشروع الإضافات الجديدة في مصفاة ميناء الأحمدي ، وتعتبر هذه الوحدة من المعالم البارزة في مصفاة ميناء الأحمدي ومن أهم وحداتها. وقد كان بناء هذه الوحدة في المصفاة عملا ضروريا للمساعدة في تحقيق التكامل بين مصافي شركة البترول الوطنية الكويتية الثلاث- وتبلغ طاقة هذه الوحدة 30 ألف برميل يوميا، وفي عام 1997 نفذ مشروع لزيادة طاقتها الى 40 ألف برميل يوميا. ويتم في هذه الوحدة تحويل زيت الغاز الثقيل الى بنزين السيارات والمحركات من خلال عملية التكسير بالعامل المساعد المائع وفي درجة حرارة تبلغ 900 درجة فهرنهايت. أما المنتجات الجانبية الأخرى الناتجة عن عمليات وحدة التكسير بالعامل المساعد فهي الغاز، وغاز البترول المسال وبعض المنتجات الأخرى. وغاز البترول المسال الغني بالأولفينات يتم ارساله الى وحدات تصنيع أخرى بغية انتاج البروبلين و MTBE والأكيلات.
وحدات استرجاع الكبريت
شيدت في نطاق مشروع تحديث مصفاة الأحمدي بمرحلتيه أربع وحدات لإسترجاع الكبريت المنتج على هامش عمليات التصنيع في بعض وحدات المصفاة وتبلغ الطاقة الإجمالية لهذه الوحدات 1334 طن متري في اليوم من الكبريت. يتم في هذه الوحدات التفاعل ما بين الغازات الحمضية والهواء في الجزء الأمامي من فرن التفاعل. ومن المهم جدا في هذه المرحلة ان تضبط نسبة الهواء الى الغازات أثناء عملية التفاعل وتسترجع هذه الوحدات حوالي 96% من الكبريت الموجود أصلا في المنتجات القادمة من وحدات معالجة الغازات الحمضية.
وحدات اصلاح النافثا CCR, Naptha Reforms
في يونيو عام 2000 وقع إنفجار في مصفاة ميناء الأحمدي ناتج عن تسرب في أحد خطوط الغاز وبالإضافة الى سقوط بعض الضحايا، أدى الأنفجار الى تدمير عدد من وحدات المصفاة إما بشكل كلي او جزئي. وقد سارعت الشركة على الفور الى إتخاذ الإجراءات اللازمة لتعويض الوحدات المدمرة. فاتخذت قرارات من بينها بناء وحدتي تصنيع جديدتين لإنتاج البنزين ووحدة استرجاع غاز الشعلة. ووفق تقنية متطورة جدا. ومجمع النافثا الجديد يتضمن خطين متماثلين يحتوى كل منهما على وحدة لمعالجة النافثا، ووحدة للفصل حيث تفصل النافثا الى منتجين خفيف وثقيل وكذلك وحدة الخلط. وفي هذه الوحدة تمرر النافثا ومزيج الهيدروجين في أربعة مفاعلات، حيث يتم التفاعل مع العامل الحفاز مما يؤدي إلى رفع قيم منتج النافثا هذا وقد بلغت كلفة إعادة إعمار مصفاة ميناء الأحمدي 345 مليون دولار وافتتحت رسميا في 12 مايو عام 2004.
مجمع تصليب ومناولة الكبريت:
أقيم مجمع خاص لتخزين وتفتيت الكبريت المنتج في المصافي الثلاث ومن ثم إعداده للتصدير من خلال سيور نقل تصل الى البواخر مباشرة.
والكبريت في الأصل يكون سائلا ثم يصبح كتلة صلبة متماسكة عندما يبرد ولذلك يجرى تفتيته الى قطع صغيرة لكي تسهل مناولته. وقد اتخذت الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع تلوث الهواء بغبار الكبريت عند تفتيته وتحميله من خلال إجراء هذه العمليات ضمن مجمع وتسهيلا ت مغطاة بشكل كامل. ويستقبل مجمع تفتيت ومناولة الكبريت، الكبريت المنتج في مصفاتي ميناء عبدالله والشعيبة حيث يضخ اليه ضمن أنابيب يجرى تسخينها بشكل دائم لكي تحافظ على القدرة الانسيابية للكبريت السائل في الأنابيب. ويدخل الكبريت في صناعة الأسمدة والشمع وغيرها.
نظام التحكم المركزي:
شيدت غرفة تحكم مركزية في إطار كل من مشروع تحديث المصفاة ومشروع الإضافات الجديدة. بالإضافة الى عدد من أنظمة التحكم المحلية او ما يعرف بغرف التحكم الفرعية. ويعتمد نظام التحكم المركزي في مصفاة ميناء الأحمدي على تقنيات “المايكرو بروسسو” المتطور. وتضم كل غرفة من غرف التحكم المركزية عددا من محطات التشغيل المجهزة بشاشات مونتيور مرتبطة بحاسب الكتروني (مايكروبروسيسور) يقوم بعملية إشرافية في وحدات المصفاة. ويقوم الحاسب الآلي بسلسلة واسعة من العمليات مثل تخزين بيانات المتغيرات المختلفة في عمليات التصنيع (حرارة ، ضغط الخ) عن طريق الحاسب الآلي، المتغيرات تظهر على شاشات المونيتور”المراقبة” رسومات ومخططات لوحدات التصنيع وعليها قيم المتغيرات المختلفة وحالات تشغيل الوحدات. كما يصدر الحاسب الآلي رسائل إنذار عندما يتجاوز أي من هذه القيم الحدود المسموح بها في التشغيل الآمن. بالإضافة الى انه يجرى العمليات الحسابية المعقدة التي تتطلبها عمليات التحكم وعمل الوحدات وذلك بهدف إعطاء المزيد من شروط الآمن والسلامة. كما انه يساعد على توقير الطاقة المستهلكة من جهة ويتحكم بدقة في مواصفات المنتجات البترولية المصنعة من جهة أخرى.
المرافق والمنشآت المساندة:
تتضمن مصفاة ميناء الأحمدي عددا من المرافق الأساسية من بينها وحدات لتنقية مياه البحر ووحدات لتبريد المياه ووحدات أخرى، لمعالجة المياه الحمضية من أجل منع وصول المواد الملوثة الى مياه الخليج. ومن أهم المرافق في المصفاة مرافق التخزين وتتألف من مائة وثمانية خزانات ذات سعات متباينة، 52 منها لتخزين المواد المكررة.
المرافق البحرية:
في إطار تحديث مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله تم إدخال تعديلات أساسية على رصيفي التحميل الجنوبي والشمالي في ميناء الأحمدي وذلك من اجل رفع كفاءتهما وتوفير منافذ تصدير قادرة على مواجهة الزيادة الكبيرة في طاقة التكرير بمصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله . وقد كان تطوير مرافق التصدير في الرصيفين جزءا أساسيا من مشروع الإضافات الجديدة في مصفاة ميناء الأحمدي. وشملت التعديلات في رصيف التحميل الجنوبي إضافة 12 ذراع شحن جديدة بالإضافة الى تجديد الرصيفين رقم 3و4 وتركيب حواجز ارتطام جديدة في الرصيف مما أدى الى رفع كفاءة التصدير، ومن الجدير بالذكر أن الرصيف الجنوبي مزود بخطوط أنابيب لتصدير الغاز المسال والمنتجات البترولية المكررة في مصفاة ميناء الأحمدي وبقية مصافي الشركة. أما الرصيف الشمالي فقد تم تحديثه لكي يسمح بتصدير المنتجات البترولية من مصفاة ميناء الأحمدي وذلك بعد تمديد ستة خطوط أنابيب تحت البحر من محطات ضخ المنتجات البترولية بمصفاة ميناء الأحمدي وبالإضافة الى تصدير المنتجات البترولية فإن الرصيف الشمالي يعتبر مرفقا أساسيا لتصدير النفط الخام الكويتي الى الأسواق العالمية. وقد اكملت الشركة مؤخرا مشروعاً لإنشاء رصيف جديد ليحل محل الرصيف الجنوبي الحالي بالإضافة الى إصلاح الرصيف الشمالي لتأهيله للبقاء في ألخدمة لمدة 15 سنة قادمة.
وقد افتتح الرصيف الجنوبي الجديد رسميا في 23 فبراير عام 2005 ويتألف الرصيف الجديد من ست منصات من بينها منصتان لشحن النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة ومنصتان لشحن الغاز البترولي المسال والميثانول بالإضافة الى منصتين احتياطيتين. ويستطيع الرصيف استقبال أربع ناقلات في وقت واحد ويمكن تحميل النفط الخام بمعدل 9000 طنا في الساعة. وبلغت كلفته حوالي مائة مليون دينار كويتي والرصيف عبارة عن مرحلة من مشروع كبير لتشييد وتحديث أرصفة التحميل في ميناء الأحمدي بكلفة تصل الى 177 مليون دينار. هذا وقد تم تشغيل المرسيين الإضافيين 5و6 في ابريل من عام 2007. وأصبح الميناء الجنوبي يـتآلف من ستة مراسي أو منصات تحميل.
مصنع إسالة الغاز:
وقد افتتح الرصيف الجنوبي الجديد رسميا في 23 فبراير عام 2005 ويتألف الرصيف الجديد من ست منصات من بينها منصتان لشحن النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة ومنصتان لشحن الغاز البترولي المسال والميثانول بالإضافة الى منصتين احتياطيتين. ويستطيع الرصيف استقبال أربع ناقلات في وقت واحد ويمكن تحميل النفط الخام بمعدل 9000 طنا في الساعة. وبلغت كلفته حوالي مائة مليون دينار كويتي والرصيف عبارة عن مرحلة من مشروع كبير لتشييد وتحديث أرصفة التحميل في ميناء الأحمدي بكلفة تصل الى 177 مليون دينار. هذا وقد تم تشغيل المرسيين الإضافيين 5و6 في ابريل من عام 2007. وأصبح الميناء الجنوبي يـتآلف من ستة مراسي أو منصات تحميل. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع اسالة الغاز 1725 مليون قدم مكعب قياسي يوميا من لقيم الغاز و100 مليون برميل يوميا من الغاز المتكثف. وتقوم مصفاة ميناء الأحمدي باستقبال الغاز الطبيعي والسائل من كل من شركة نفط الكويت ومصفاة ميناء عبدالله لإنتاج غاز الوقود وذلك
باستخدامه في محطات الطاقة الكهربائية وفي الصناعات الأخرى وكذلك لإنتاج الغاز المسال للإستخدامات المنزلية، أما غاز البروبان والبيوتان فيتم تصديرهما عبر رصيف التحميل الجنوبي في ميناء الأحمدي.
وقد شيد مصنع إسالة الغاز في الأساس لمعالجة الغازات والمكثفات المتجمعة لدى شركة نفط الكويت ومنتجات مصافي التكرير من الغاز. وتعمل الشركة الان على إضافة وحدة إنتاج رابعة بطاقة تصل إلى 800 ألف قدم مكعب يومياً ما يرفع الطاقة الانتاجية لمصنع إسالة الغاز إلى 4،2 مليون قدم مكعب في اليوم. كما تهدف استراتيجية الشركة إلى التوسع لتصنيع الغاز في ضوء زيادة إنتاج الغاز الحر من الحقول الكويتية التابعة لشركة نفط الكويت.