وزارة النفط تنظم حلقة نقاشية افتراضية حول مشروع الكويت للغاز المسال
24-08-2021
نظمت إدارة العلاقات العامة في وزارة النفط اليوم الثلاثاء حلقة نقاشية افتراضية حول مشروع الكويت للغاز المسال، والتي حاضر فيها كل من مهندس أول التخطيط في مجموعة عمليات الغاز المسال في الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك) عبدالعزيز جمال البعيجان، ومهندس أول التصنيع في مجموعة المشاريع الكبرى لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في (كيبك) عبدالله راشد، ومهندس تنسيق المشاريع في مجموعة المشاريع الكبرى لاستيراد الغاز سلمان هشام المزيدي، وشارك فيها عددٌ كبيرٌ من المختصين في الشؤون الفنية والاقتصادية في وزارة النفط ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ومنظمة (الأوابك) ووزارة الكهرباء والماء والهيئة العامة للبيئة والإعلاميين.
في البداية قال عبدالعزيز البعيجان ان الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك) تعتبر إحدى أهم شركات مؤسسة البترول الكويتية ويقع على عاتقها تصميم وتنفيذ وتشغيل عدة مشاريع تنموية ضخمة في مجالات مختلفة ومتكاملة كالغاز والمصافي والبتروكيماويات، ومن هذه المشاريع ما هو في مراحل الإنشاءات النهائية مثل مشروع مصفاة الزور ومنها مشروع البتروكيماويات المتكامل مع مصفاة الزور والذي تم الانتهاء من الدراسات الهندسية الاولية له، وكذلك مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال الذي تم الانتهاء منه وتشغيله.
وتناول البعيجان خلال العرض الذي قدمه خلال الحلقة النقاشية أهمية الغاز الطبيعي المسال ومستقبله وأهميته على الصعيد العالمي حيث قال انه غاز طبيعي تمت معالجته وإسالته بالتبريد، حيث يستخرج الغاز من حقول النفط والغاز ثم ينقل عبر أنابيب خاصة الى منشأة المعالجة حيث تتم عمليات معالجة إضافية وتبرد وإسالة الغاز تحت ظروف جوية، ويحفظ في الصورة السائلة عند درجة حرارة 160 مئوية تحت الصفر تقريباً، وذكر أن الغاز الطبيعي يتميز بأن سعره متزن وانبعاثاته أقل وغير سام ومنعدم الكبريت وغير مسرطن.
وقال إن ناقلة الغاز الواحدة من الغاز الطبيعي المسال تكفي لإمداد 70 ألف منزل بالطاقة لمدة سنة كاملة، وبحلول عام 2040 سيكون الغاز الطبيعي مصدر للطاقة لنحو 25% من كهرباء العالم و 10% من النقل البحري و 5 % من وسائل النقل، كما أن الطلب على الغاز الطبيعي في الصناعات الكيمائية سيزيد بنسبة 30% وذلك وفقاً لأبحاث شركة إكسون موبيل.
احتياجات السوق المحلي
من جانبه قال سلمان المزيدي أن مشروع مرافق الغاز الدائمة في الزور يأتي تنفيذا لتوجيهات مؤسسة البترول الكويتية لإنشاء مرافق لاستلام وإعادة تبخير الغاز الطبيعي المسال بشكل دائم، وذلك في إطار تحقيق الخطة الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية 2030 لتلبية احتياجات السوق المحلي من الوقود على المدى البعيد وزيادة مرونة العمليات لتلبية الطلب الموسمي على الوقود لمحطات الكهرباء في أوقات الذروة خلال فصل الصيف.
وقال ان الكويت قامت في 30 مارس من عام 2016 بالتعاقد مع تحالف يتألف من 3 شركات متخصصة هي شركة هيونداي الهندسية المحدودة وشركة هيونداي للهندسة والانشاءات والهيئة الكورية للغاز لتنفيذ المشروع بتكلفة اجمالية بلغت نحو 2.93 مليار دولار أمريكي، مشيرا الى ان متوقع الانتهاء من المشروع بشكل نهائي في مارس 2022.
وذكر ان المشروع يتضمن أعمال استحداث ارض بالبحر وإنشاء خزانات ومرافق استلام وتبخير للغاز الطبيعي المسال بطاقة تبلغ 3000 مليار وحدة حرارية بريطانية / اليوم من الغاز الطبيعي لتزويده للشبكة المحلية، وتم بناء هذه المرافق في الجهة البحرية لمشروع مصفاة الزور وذلك على ارض مستحدثة بمساحة تقديرية تقدر بـ725 ألف متر مربع، حيث يعتبر مشروع استيراد الغاز المسال أكبر مشروع في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية للخزانات إذ يحتوى على 8 خزانات عملاقة وهو المرافق الدائمة الأولى في دولة الكويت.
وقال ان المشروع يتميز كذلك من حيث القدرة على تصدير الغاز الطبيعي المسال حيث تم تصميم المحطة لتصدير الغاز بمعدل 1700-5667 متر مكعب/ ساعة، مشيرا الى ان الخزانات في المشروع مصممة لتخزين الغاز لمدة 12 يوماً استهلاك بدون أي عمليات تزويد، كما يتمتع المشروع كذلك بأن له القدرة على ارسال الغاز الطبيعي الى شبكة المستهلكين التابعة لوزارة الكهرباء والماء عند تفريغ سفينة أو اثنتين من سفن الغاز الطبيعي المسال.
تحديات واجهت المشروع
بدوره استعرض م.عبدالله راشد التحديات التي واجهت المشروع في ظل جائحة كورونا المستجد حيث قال ان عمليات الحظر الكلي والجزئي والمناطقي في الكويت انعكس سلبا على مراحل التنفيذ كذلك إغلاق المطارات العالمية وتفشي الوباء بين عمالة المقاول واصابة العاملين بالمصانع العالمية المختلفة مما أدى إلى إغلاق بعضها ووقف إصدار تأشيرات العمل في الكويت وحظر دخول مواطني 34 دولة من دخول الكويت.
وقال ان شركة "كيبك" اتخذت مجموعة من الخطوات لمواجهة "كورونا" حيث قامت بإنشاء مراكز عزل داخل سكن العمال كما تم تخصيص غرف للعزل في أرض المشروع والتنسيق مع اللجنة العليا لمكافحة كورونا لتسهيل عملية دول عمالة المقاول ووضع خطة مع المقاول لتفادي أي تأخيرات على سير إنجاز المشروع.
وحول استراتيجية التشغيل والفرص المستقبلية للمشروع قال ان شركة "كيبك" استعانت بمقاول عالمي حيث وقعت عقد للتشغيل والصيانة لمدة 5 سنوات وذلك للاستعانة بالخبرات المتنوعة ونقلها الى المهندسين والمشغلين الكويتيين على أن تصل نسبة التكويت لدى المقاول إلى 60 % لمختلف التخصصات، مضيفا:" سيتم اتباع استراتيجيات للتحكم في التكاليف التشغيلية وتقنينها عن طريق اتاحة الفرصة للشركات المحلية في المساهمة في عمليات الصيانة".
وأشار إلى ان المشروع يتيح فرص واعدة تستحق الدراسة لصناعة النفط والغاز في الكويت وكذلك فرص للسوق المحلي في إمكانية استغلال الطاقة الباردة الناتجة من عمليات الغاز المسال منها على سبيل المثال: استخراج غاز الهيدروجين من الغاز المسال لاستغلاله في المصافي النفطية، استغلال الغاز المسال في عمليات التبادل الحراري والتبريد للمعدات، وتجهيز مخازن تبريد من القرب من مرافق المشروع لاستخدامها في أغراض متعددة.
كما أن المشروع يحمل فرصا كبيرة للغاية تتمثل في امكانية تصدير الغاز الطبيعي مستقبلا من الكويت، فبدلا من استقبال الغاز تقوم الكويت عند تحقيق فائض في تصدير الغاز من تلك المنشآت، فضلا عن أن المشروع يمكنه تأجير الخزانات العملاقة للشركات المزودة للغاز.
وأوضح أن محطات الكهرباء في الكويت أصبحت تتوسع في استخدام الغاز الطبيعي بدلا من حرق زيت الغاز الذي يعتبر أعلى سعراً من الغاز.
وحول عدد شحنات الغاز التي تم استقبالها في المشروع قال إن منشأة استيراد الغاز المسال في الزور نجحت في استقبال 24 باخرة بحمولة مليون قدم مكعبة من الغاز المسال، وجميع هذه البواخر من شركة قطر غاز.
حدث استثنائي
من جانبها قالت مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الشيخة تماضر خالد الأحمد الصباح أن تشغيل مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال الدائمة في منطقة الزور يعتبر "حدث استثنائي" في تاريخ القطاع النفطي باعتباره المشروع الأول في الكويت والأكبر في العالم من حيث السعة التخزينية، مشيدة بالجهود الجبارة التي عملت على هذا المشروع طوال السنوات الماضية.
وذكرت الشيخة تماضر خالد الأحمد الصباح في مداخلة لها خلال الحلقة النقاشية الافتراضية ان مشروع الغاز المسال يلبي احتياجات الكويت الحالية والمستقبلية من الطاقة النظيفة، عبر توفير الوقود الأمثل لمحطات توليد الكهرباء خصوصا في فصل الصيف وفي أوقات الذروة وللسوق المحلي أيضا.
وأشادت بالتنسيق المستمر والدائم بين وزارة النفط وكافة الشركات النفطية الزميلة في تنظيم الحلقات النقاشية لاستعراض أهم المشاريع التي تنفذها الكويت لتنمية الصناعة النفطية، لاسيما التنسيق مع الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك) في استعراض مشروع الغاز المسال، معربة عن أملها في أن يتم الانتهاء من كافة المشاريع التي يعمل عليها القطاع النفطي قريباً لتحدث قيمة مضافة للاقتصاد الكويتي ضمن رؤية البلاد (كويت جديدة 2035).