(أوابك).. 53 عاما في إرساء دعائم التعاون والتنسيق العربي الصناعي والبترولي
08-01-2021
تصادف يوم غد السبت الذكرى ال53 لإنشاء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) التي انشئت في 9 يناير عام 1968 وتعد انجازا عربيا متميزا ومهما عكس قدرة الدول العربية على تجاوز التداعيات الحرجة التي مرت بها في تلك الفترة والتوجه قدما نحو العمل لبناء اقتصادات على أسس مدروسة.
وكان الإعلان عن إنشاء المنظمة محاولة جادة من مجموعة من الدول العربية لإرساء مفهوم جديد للتعاون فيما بينها قوامه التركيز على شؤون البترول باعتباره المصدر الرئيسي للطاقة في العالم وعلى الصناعة البترولية الوليدة المرتبطة بالبترول والغاز باعتبارها العمود الفقري لاقتصاد العديد من الدول العربية.
وبادرت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة ليبيا (المملكة الليبية آنذاك) بتنفيذ هذا التوجه وكانت هي الدول المؤسسة لمنظمة (أوابك) حيث تم التوقيع على اتفاقية إنشائها في مدينة بيروت.
ثم انضم إلى المنظمة 8 دول عربية هي الإمارات والبحرين وقطر والجزائر وسوريا والعراق ومصر وتونس.
وبهذه المناسبة قال الأمين العام ل(أوابك) علي بن سبت لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة إن المنظمة هدفت منذ إنشائها إلى إرساء دعائم التعاون والتنسيق بين أعضائها في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي المتعلقة بالصناعة البترولية وتقرير الوسائل والسبل للمحافظة على مصالحها والدفاع عن حقوقها.
وأكد بن سبت سعي (أوابك) إلى توحيد الجهود لتأمين الامدادات النفطية إلى أسواق استهلاكه بشروط عادلة ومقبولة وتوفير الظروف الملائمة لرأس المال والخبرة المستثمرين في صناعة البترول في الدول الأعضاء.
وأوضح أن (أوابك) تقوم باستمرار بتنسيق السياسات البترولية لأعضائها من خلال المتابعة المتواصلة للتطورات الحاصلة في أسواق البترول العالمية وإعداد الدراسات الاقتصادية والفنية المتخصصة في هذا المجال والعمل على تسهيل تبادل المعلومات والخبرات وإتاحة فرص التدريب بين الدول الأعضاء.
وذكر أن المنظمة تمارس عملها من خلال أربعة أجهزة هي (مجلس الوزراء) و(المكتب التنفيذي) و(الأمانة العامة) و(الهيئة القضائية).
وأفاد أن (مجلس الوزراء) هو السلطة العليا في المنظمة إذ يقوم برسم سياستها العامة ويوجه نشاطها ويضع القواعد التي تسير عليها أما (المكتب التنفيذي) فمهمته مساعدة مجلس الوزراء في الإشراف على شؤون المنظمة.
وأشار الى أن (الأمانة العامة) تتولى تخطيط وإدارة وتنفيذ نشاط المنظمة وتحقيق الأهداف المنصوص عليها في متن اتفاقية إنشائها وبموجب قرارات وتوجيهات مجلس الوزراء.
وأضاف أن جهاز (الهيئة القضائية) يختص بالنظر في القضايا ذات الصلة بالبترول بين الأقطار الأعضاء وذلك بما لا يتعارض مع السيادة الاقليمية لكل دولة.
وشدد بن سبت على أن النجاح الأبرز للمنظمة يتمثل في ما انبثق عنها من مشروعات عربية مشتركة في مجال الصناعة النفطية هدفت إلى تحقيق ما نصت عليه اتفاقية إنشائها من تعاون في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي في صناعة البترول.
وقال إن من بين تلك الشركات الشركة العربية البحرية لنقل البترول والشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب) والشركة العربية لبناء واصلاح السفن (أسري) والشركة العربية للخدمات البترولية ومعهد النفط العربي للتدريب.
وفيما يتعلق بنشاطات (أوابك) عربيا ودوليا ذكر بن سبت أن المنظمة تشارك في العديد من الاجتماعات التي تعقد في إطار الجامعة العربية والوكالات المتخصصة بالأمم المتحدة المعنية بالطاقة والبيئة مثل الاتفاقية الاطارية لتغير المناخ و(الاسكوا) وغيرها اضافة إلى المؤتمرات والاجتماعات والندوات التي تتناول مختلف المواضيع في مجالات الصناعة النفطية.
وأضاف أن الأمانة العامة تنظم أيضا دورات فنية سنويا منها حلقات دراسية للمختصين في شؤون الاستكشاف والتنقيب والصناعات الأخرى اللاحقة للانتاج يشارك فيها الفنيون من الدول الأعضاء والدول العربية الأخرى حيث تجمع هذه اللقاءات بين خبرة الدول الأعضاء والمتخصصين الأجانب المشاركين.
وبين أن الأمانة العامة تعقد كل سنتين ملتقى أساسيات صناعة النفط والغاز بهدف تنمية القدرات الفنية والإدارية للعاملين على مستوى الإدارة الوسطى علاوة على لقاءات وندوات متخصصة حول التطورات في صناعة النفط والغاز ومواضيع البيئة وتغير المناخ وغيرها من المواضيع المتعلقة باختصاصات المنظمة.
ولفت إلى أن المنظمة بدأت منذ عام 1979 بعقد مؤتمر الطاقة العربي كل أربع سنوات بمشاركة مجموعة من المنظمات العربية حيث يعقد كل مرة في عاصمة دولة عربية سواء من الدول الأعضاء أو من الدول العربية الأخرى.
وقال إن هذا المؤتمر يعتبر منبرا للنقاش والحوار بين الخبراء والمختصين العرب والأجانب حول مختلف أوجه ومجالات صناعة النفط والغاز خاصة والصناعة المتعلقة بالطاقة عموما مثل توليد الكهرباء والصناعات القائمة على الفحم الحجري ومحطات الطاقة النووية والطاقات المتجددة وذلك على الصعيدين العربي والدولي.
وأكد أن المؤتمر يهدف إلى إيجاد الإطار المؤسسي للأفكار والتصورات العربية حول قضايا النفط والطاقة وبلورة رؤى متوائمة بشأنها وتنسيق العلاقات بين المؤسسات العربية العاملة في النشاطات المرتبطة بالطاقة والتنمية ودراسة الاحتياجات العربية من الطاقة حاضرا ومستقبلا ودراسة وسائل تلبيتها.
وأشار الى أن المؤتمر يتيح فرصة لتبادل وجهات النظر والخبرات بين المشاركين جميعا لعرض قضاياهم ذات الصلة بالطاقة ورسم ملامح للتعاون العربي في هذا المجال حيث تم حتى الآن عقد ثمانية مؤتمرات في مختلف العواصم العربية وكان أولها قد عقد بمدينة أبوظبي في مارس 1979.
وأوضح بن سبت أن (أوابك) تعمل على دعم وتنمية علاقاتها واتصالاتها في المحافل البترولية العالمية حيث تقوم بطرح المفهوم العربي حول القضايا ذات الصلة بالطاقة والتنمية المستدامة والبيئة.
وبين أن المنظمة تقوم كذلك باستكشاف آفاق التعاون والحوار بين الأقطار الأعضاء في المنظمة والبلدان المستهلكة للنفط وأيضا مع البلدان النامية اضافة الى الاطلاع على التطورات العلمية والتقنية التي تتحقق في ميدان الطاقة وإمكانية الاستفادة منها.
وأشار إلى أن (أوابك) تسلك في هذا الصدد عدة قنوات من بينها الندوات العلمية المتخصصة التي تعقدها بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الدولية المماثلة لاسيما المهتمة بشكل مباشر بشؤون الطاقة إقليميا ودوليا والجامعات ومنها مجلس الطاقة العالمي ومنتدى الطاقة العالمي ومؤتمر البترول العالمي والمعهد الفرنسي للبترول ومعهد أكسفورد لدراسات الطاقة والوكالات المتخصصة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة.
وأكد أن المنظمة تقيم علاقات متينة مع مؤسسات الطاقة في كل من الصين واليابان والهند تحت مظلة منتديات التعاون الاقتصادي العربي التي تقوم جامعة الدول العربية بالتنسيق لها مشيرا الى أنها كانت من بين مؤسسي معهد أكسفورد لدراسات الطاقة الذي أنشئ في نوفمبر 1982.
ولفت إلى دعم (أوابك) البحث العلمي والباحثين العرب حيث انشئت عام 1985 جائزة (أوابك العلمية) بغية تشجيع البحث العلمي في مجال الصناعة البترولية على أن تكون موضوعاتها ذات صلة بما أحرز من تقدم في ميادين البحث العلمي الأساسي أو التطبيقي التي تساهم في تطوير تقنيات الإنتاج البترولي في جميع مراحله وتحسين اقتصاديات المشاريع البترولية على امتداد حلقات الصناعة النفطية.
وعلى الصعيد الإعلامي والنشر قال بن سبت إن الأمانة العامة ل(أوابك) ترحب بالتعاون مع مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية وتعرب عن استعدادها التام لتزويدهم بأخبار وأنشطة المنظمة وبالمعلومات والبيانات المتوفرة في بنك المعلومات ومكتبة المنظمة التابعة للأمانة العامة والتي تضم مجموعة ضخمة من الكتب والأبحاث والدراسات والمقالات حول مختلف أوجه صناعة الطاقة.
وأفاد أن الأمانة العامة تصدر عددا من الدوريات الثابتة منها النشرة الشهرية ومجلة النفط والتعاون العربي ونشرة متابعة مصادر الطاقة عربيا وعالميا والتقرير الإحصائي السنوي وتقرير الأمين العام والنشرة التعريفية" موضحا أنها جميعا تسهم برصد التطورات العربية والعالمية في صناعة النفط والغاز.
وأعرب بن سبت عن الشكر الجزيل للدول الأعضاء في المنظمة ممثلين في أعضاء مجلس وزراء منظمة (أوابك) على الدعم والمساندة المستمرة لأعمال وأنشطة الأمانة العامة "الأمر الذي مكن الأمانة العامة من الاستمرارية في أداء عملها على الوجه الامثل".