وزارة النفط تقيم ندوة إقتصادية إفتراضية
03-11-2020
قال الخبير في الشئون النفطية محمد الشطي أنه عام 2020 يعتبر استثنائيا بكل المقاييس وأن السوق النفطية مرت بمراحل حاسمة بدأت بانهيار أسعار النفط والتي جاءت نتيجة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد الذي انعكس على تراجع التجارة الدولية والمؤشرات الاقتصادية والإنتاج الصناعي، وأدى إلى تزايد البطالة، مشيرا إلى ان الاقتصاد العالمي سيشهد انخفاضا بواقع 3.7 % ومن الممكن ان يصل إلى 5.7 % ضمن السيناريو الاسوأ على ان يبدأ التعافي الاقتصادي في 2021.
وذكر الشطي خلال الندوة التي نظمتها إدارة العلاقات العامة والاعلام في وزارة النفط أمس بعنوان: "عوامل انخفاض أسعار النفط ومدى تعافي الطلب على النفط"، أن تراجع الطلب العالمي على النفط خلال الاشهر الماضية التي تزامنت مع الاغلاقات الاقتصادية، حيث تعطلت حركة السفر والطيران الامر الذي ساهم في خفض استهلاك الوقود بنسبة 70% حيث يمثل قطاع النقل نحو 60% من الطلب على النفط، كما ان حالات الحظر الكلي والجزئي أدت الى انخفاض معدلات استهلاك البنزين بنحو 30%، كما ادت حالات الاغلاق الكامل في الدول الصناعية إلى تراجع استهلاك الديزل وتراجع معدل تشغيل المصافي وخسائر في نشاط التكرير.
وأوضح الشطي أن تفشى جائحة كورونا جاء بالتزامن مع فشل اجتماع "أوبك+ " الذي انعقد في 6 مارس 2020 من دون التوصّل إلى اتفاق، وتبعها مرحلة التنافس بين المنتجين لرفع الإنتاج وكسب حصص في الأسواق، مما وفر مناخا لهبوط غير مسبوق في أسعار النفط، وسجل المخزون العالمي مع نهاية الربع الثاني مستويات غير مسبوقة.
وذكر الشطي ان المرحلة الثانية هي توقف انهيار اسعار النفط وبدء التعافي وسط تغير في أجواء السوق إلى التفاؤل بعد معاودة أجواء التفاوض داخل "أوبك+" بين المملكة العربية السعودية وجمهورية روسيا الاتحادية، والتوصل للاتفاق التاريخي الذي بدأ من الأول من مايو 2020، ويستمر إلى 30 ابريل 2022 ونجح في إيقاف انهيار الأسعار وتعافي الأسعار من جديد إلى مستويات تفوق 40 دولار للبرميل.
وأضاف:" أما المرحلة الثالثة وهي ثبات الأسعار وتحركها ضمن نطاق محدود تدور حول 40 دولار للبرميل واقل ويعود ذلك الي مخاوف من موجه جديده من الكورونا وضعف في وتيره تعافي الطلب مع زيادة في المعروض أسهمت بشكل على عام تقليص في وتيره السحوبات من المخزون النفطي بأقل من التوقعات وعليه ارتفعت الضغوط على الأسعار منذ سبتمبر، لكن يتفق الجميع بان الأسوأ قد تم تجاوزه".
وأشار الشطي إلى ان تطورات السوق حاليا تدعمه التقيد باتفاق خفض الانتاج من خلال ارتفاع نسب الالتزام، التشديد على تعويض الزيادة، السحوبات من المخزون الامريكي، الحزم المالية للتعامل مع كورونا ودعم الاقتصاد وقد تبنته دول كثيره ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، وتعافي الاقتصاد وحركه الطيران الداخلية في الدول، وعوده الحياة لطبيعتها والنشاط الصناعي والاقتصاد مع المحافظة على التباعد الاجتماعي والقيود الصحية المفروضة، وإمكانيه التوصل لعلاج كورونا تطمان الأسواق، بالإضافة إلى موجه الاعاصير في امريكا.
أما المرحلة الأخيرة التي ينتظرها السوق وهي مرحله التفاؤل والتعافي من جديد وهي مرتبطة بأمرين هو تعافي الطلب مع التوصل إلى علاج كورونا وتقليص المعروض من خلال اتفاق منظمة "أوبك" لتأجيل الزيادة المقررة لشهر يناير 2021.
سيناريوهات الاسعار
وأشار الي تعافي ميزان الطلب والعرض النفط العالمية من فائض كبير إلى عجز ولكن وتيرة السحوبات مازالت دون التوقعات، ويتحسن أسعار برنت الي 50 دولار للبرميل في 2021 و60 دولار للبرميل في 2022 بناء على تراجع الاستثمار الرأسمالي في قطاع التنقيب، كما ان عدم وجود موجه جديده من تفشي فيروس يدفع الأسعار باتجاه التعافي.
اما السيناريو الاخر فهو يدور حول تفاؤل يفوق سيناريو الأساس انتشار واسع لعلاج فيروس كورونا يكون له تأثير إيجابي كبير على الطلب على النفط وتعافي حركه الطيران بوتيرة أسرع من التوقعات وهو ما يدفع بأسعار النفط الي 60 دولار للبرميل في 2021 و70 دولار للبرميل في 2022.
والسيناريو الأخير وهو يمثل حاله الضعف من خلال انتشار الموجه الثانية من كورونا، وهو ما يعني استمرار حال اختلال ميزان الطلب والعرض وضغوطات على أسعار النفط لتدور حول 32 – 38 دولار للبرميل خلال 2021 و2022 أي دون 40 دولار للبرميل.
وتحدث حول السيناريوهات التي ترسم مستقبل أسواق النفط خلال 2020 – 2021 ، وناقش ثلاث سيناريوهات ، سيناريو الأساس وهو مبني على التوصل الي علاج لفيروس كورونا وانتشاره بشكل تجاري واسع في منتصف 2021 ، انكماش أداء الاقتصاد العالمي خلال 2020 قبل ان يعود للتعافي في 2021 و 2022 عند نسب تفوق 4% ، يعود الطلب على النفط للتعافي بشكل ملحوظ مع التوصل الي علاج لفيروس كورونا وانتشار استخدامه بشكل تجاري في منتصف 2021 ، أوبك تؤخر رفع الإنتاج في يناير 2021 مع ارتفاع وتعافي انتاج النفط في ليبيا ،( ويقدر انتاج ليبيا حاليا يتوقع ان يدور حول 800 الف برميل يوميا من 450 الف برميل يوميا في شهر أكتوبر و 200 الف برميل يوميا في شهر سبتمبر).
الانتخابات الامريكية
وشدد الشطي على ان هناك تطورين لهما تأثيراتهما على مسار السوق والأسواق وهما نتيجة الانتخابات الأمريكية خصوصا إذا أسهم نجاح بادين في التوصل لاتفاق مع جمهوريه إيران الإسلامية وعوده سريعة لإنتاج النفط من إيران، والتطور الاخر استمرار تناقص وخفض في الاستثمارات والانفاق الرأسمالي في قطاع الإنتاج وهو يساهم في تعافي أسعار النفط والتسريع في وتيره تحقق التوازن
وذكر انه سيتعافى الطلب على النفط بحلول العام 2021 بنحو 6.5 ملايين برميل يوميا حيث ان الأسوأ كان في شهر ابريل 2020 وسط إجراءات عوده تدريجيه للحياة لطبيعتها مع مراعاة التباعد وشروط الامن والسلامة، وشدد على ان هناك محاذير مرتبطة بالقدرة على إيقاف تفشي فيروس كورونا بإيجاد لقاح، مشيرا الى ان تعافي حركة الطيران بشكل كامل سوف تتأخر إلى 2023.
وقال ان تراجع الطلب على المنتجات البترولية الحق اضراراً كبيرة على مصافي التكرير عالمياً حيث تأثرت هوامش نشاط التكرير نتيجة لانخفاض أسعار المنتجات، قد تعني تأجيل خطط توسيع طاقة التكرير وقال ان الإنفاق الرأسمالي في قطاع التنقيب والإنتاج شهد انخفاضا بنسبة 30٪، حيث يُقدر إجمالي النفقات الرأسمالية 480 مليار دولار في عام 2019 وينخفض إلى 344 مليار دولار في عام 2020، وهو أدنى مستوى منذ عام 2005، ولن تتعافى أنشطة التنقيب عن النفط قبل عام 2025 ، ولكن لا بد من التنويه ان نشاط التكرير بدأ يشهد تعافيا تدريجيا وسط هبوط اسعار النفط الخام وتحسن في هوامش ارباح المصافي وهو ما دفع المنتجين للاستفادة من ذلك برفع صيغ تسعير نفوطهم للأسواق خصوصا الأسيوية.
وفي رده على سؤال من مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الشيخة تماضر خالد الأحمد الصباح حول عدم اهتمام دول "أوبك" بالصناعات النفطية اللاحقة؟ قال الشطي ان دول "أوبك" تأخرت في تطوير الصناعات النفطية اللاحقة مثل البتروكيماويات والصناعات اللاحقة للقضاء على تذبذب اسعار النفط، مشيرا الى ان الدول المنتجة سيكون امامها توجهين خلال المرحلة المقبلة أولها تحسين الاستفادة من النفط الخام وضمان ثبات الايرادات النفطية وثانيا التوجه نحو الطاقات المتجددة وهذا ما نراه حاليا في السعودية والامارات والكويت.
وحول الانعكاسات السلبية من رفع الدعوم العالمية على المشتقات البترولية قال الشطي ان خطط الانقاذ العالمي لمواجهة جائحة كورونا تفرض على العديد من الحكومات العالمية التدرج في رفع الدعوم وهذا الامر بالتأكيد سيؤثر على الطلب العالمي.
وفي سؤال أخر حول السعر المتوقع لسعر برميل النفط الكويتي خلال عام 2021 قال الشطي ان سعر البرميل الكويتي بلغ في المتوسط 35.5 دولار للبرميل خلال العام الحالي ويتوقع ان يبلغ 45-46 دولار للبرميل خلال العام المقبل، بحيث يرتبط بحالات الاغلاقات العالمية ومدى توافر اللقاح لفيروس كورونا خلال العام المقبل، مشيرا الى ان سعر برميل النفط الكويتي سيكون مرتبط بسعر خام برنت وينخفض عنه بحدود 4-5 دولارات للبرميل.
وذكر الشطي ان ظاهرة عدم وجود فارق في سعر البرميل عن النفط الكويتي ونفط خام الاشارة برنت حاليا ان الامر يعود الى انخفاض المعروض من النفوط المتوسطة والثقيلة في السوق وهو الامر الذي أدى الى زيادة الطلب على النفط الكويتي، مشيرا الى ان هذا الامر مؤقت في السوق ، ويتوقع خلال العام المقبل ان يعود الفارق التاريخي بين سعر برميل برنت والكويتي في حدود 5 دولارات للبرميل.
من جانبها، قالت مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الشيخة تماضر خالد الأحمد الصباح خلال الندوة إن أسعار النفط تشهد انخفاضات متتالية بفعل تنامي المخاوف من أن ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في أوروبا والولايات المتحدة قد يلحق الضرر باستهلاك الوقود خلال الفترة المقبلة.
وذكرت الشيخة تماضر الصباح أن تنظيم وزارة النفط للندوة الافتراضية حول عوامل انخفاض اسعار النفط تأتي في توقيت مهم وحساس للغاية لاسيما وان اسواق النفط تمر بحالة من عدم الاستقرار حاليا، مشددة على ان دول "أوبك" تبذل جهوداً كبيرة في سبيل استقرار اسعار النفط.
وأشارت إلى أن قرارات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها المستقلين من الخارج (أوبك+) يكون لها أثر كبير في إعادة التوازن للأسواق في خضم جائحة فيروس كورونا.