وزارة النفط تقيم حلقة نقاشية إفتراضية (التحول الرقمي في شركة نفط الكويت)
28-09-2020
قال كبير مهندسي المكامن في شركة نفط الكويت م.حمد الرشيدي أن الشركة نجحت في ربط نحو 1000 بئر نفطي بمشروع الحقل الرقمي الذكي (كوديف)، مشيرا إلى أن نحو 55 % من آبار النفط التابعة للشركة تعمل تحت مظلة التحول الرقمي وسنعمل خلال العام المقبل على رفع تلك النسبة إلى 80 %، ومستقبلا نهدف إلى تضمين كافة الآبار النفطية ضمن المنظومة الرقمية باستثناء حقل برقان الكبير الذي يحتاج إلى تنفيذ بعض القواعد في التحول الرقمي نظراً لضخامة أعداد الآبار.
حديث الرشيدي جاء خلال مشاركته في ندوة افتراضية نظمتها إدارة العلاقات العامة في وزارة النفط بعنوان "التحول الرقمي في شركة نفط الكويت" وشارك فيها عدد كبير من الموظفين في الوزارة.
وقال الرشيدي إن التحول الرقمي في شركة نفط الكويت والقطاع النفطي الكويتي عموماً سيزيد من فرص العمل مستقبلا وليس كما يعتقد البعض في فقدان العديد من الوظائف، مشيرا الى ان التطور التكنولوجي يحتاج الى جيل جديد من الأيدي البشرية تتمتع بمهارات إدارة بالذكاء الاصطناعي بشرط أن تكون مدربة ومؤهلة لتنفيذ هذه الأعمال الحساسة، مشددا على ضرورة أن تقوم جامعات الكويت والمعاهد المتخصصة في تخريج دفعات من الطلاب يتمتعون بهذه المهارات لاستفادة السوق المحلي منها خلال العامين المقبلين.
وذكر الرشيدي أن شركة نفط الكويت ممثلة بمجموعة التكنولوجيا والابحاث ترصد ميزانية ضخمة لتنفيذ مشاريعها سنوياً وتعتبر من ضمن أولويات الشركة الرئيسية.
وقال الرشيدي ان تجربة الحقل الرقمي المتكامل (الذكي) اثبتت كفاءتها في إدارة الحقول النفطية وتحسين انتاجية الابار والتعرف السريع على المشاكل وحلها، مشيرا الى ان تعميم التجربة في كافة حقول نفط الكويت سيكون نواة اساسية لتنفيذ الخطة الاستراتيجية للشركة و الوصول بالإنتاج الى الخطط الموضوعة.
وبين أن تجربة تطبيق نظام الحقل الذكي في الكويت بدأت قبل فترة وان تحويل جميع الحقول الى ذكية سيستغرق من عام الى عامين وستصبح كلها متصلة بغرفة القرارات المركزية.
واشار الى ان تطبيق هذه التجربة له فاعلية وفوائد حيث يوفر هذا النظام الوقت والجهد والمال ويزيد من أعمار المكامن البترولية كما يزيد من انتاج النفط وأيضا يحد من الحوادث النفطية.
وفي سؤال حول مدى استفادة شركة نفط الكويت من تكنولوجيا الجيل الخامس وإنترنت الأشياء في ادارة المنشآت النفطية قال الرشيدي ان الشركة نفذت مؤخراً مشروع تجريبي ونال استحسان كبير ولكن يحتاج الى تشديد أكبر في الأمن السيبراني للمعلومات منعا للاختراق، مشيرا إلى أن إنترنت الأشياء يمكنه تسهيل عمليات الحفر ومراقبة خطوط الإنتاج.
وقال ان كلفة انتاج برميل النفط في شركة نفط الكويت تتراوح بين 5 إلى 10 دولارات للبرميل وأن التحول الذكي والتكنولوجي يساعد بشكل كبير الى تخفيض الكلفة النهائية للبرميل او المحافظة عليها دون ازدياد سنوي، خصوصا وان التوسع في التحول الرقمي للآبار يعطي الشركة صورة كاملة حول كمية المياه في الآبار وتحسين الانتاجية.
واستعرض الرشيدي في بداية الندوة الافتراضية الثورات الصناعية في العالم ابتداء من نهاية القرن الثامن عشر والتي بدأت في الثورة الصناعية الاولى عندما تم اختراع عملية التصنيع الميكانيكي عن طريق المياه والبخار ، والثورة الصناعية الثانية التي بدأت في القرن العشرين عندما تم اتباع عملية التصنيع الشامل باستخدام الكهرباء ومحركات الاحتراق تزويد الآلات بالطاقة ، ثم الثورة الصناعية الثالثة التي قامت في فترة السبعينات وشملت تقديم الاتمتة والرجل الآلي حيث تشكل الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات والحواسيب.
وذكر أن الثورة الصناعية الرابعة التي بدأت في العام 2005 وضعت العالم أمام ضرورة الاعتماد على أنظمة الإنتاج الالكتروني الملموس التي تهدف الى ربط عالمي الانتاج المادي والافتراضي والجمع بين عمليات التحويل الرقمي وتكامل سلاسل القيمة والمنتجات والخدمات الى جانب ذلك فإن تكنولوجيا المعلومات والآلات والإنسان مرتبطين معا ويتفاعلون في الوقت الحقيقي مما يؤدي إلى خلق طريقة تصنيع مخصصة ومرنة مع كفاءة في استخدام الموارد وهو ما يعادل المصنع الذكي.
وقال الرشيدي أنه على الرغم من وجود مصطلحات أخرى مثل "الإنترنت الصناعي" أو "المصنع الرقمي"، إلا أنها لا تعطي نظرة شمولية مثل مصطلح الثورة الصناعية الرابعة، فبينما ركزت الثورة الصناعية الثالثة على أتمتة الآلات الفردية والعمليات ، تجمع الثورة الرابعة بين التحول الرقمي الشامل لكافة الأصول المادية والتكامل في المنظومة الرقمية مع الشركاء في سلسلة القيمة. ويعزز توليد، وتحليل، وإيصال البيانات بسلاسة المكاسب التي وعدت بها الثورة الصناعية الرابعة، والتي تنشر مجموعة كبيرة من التقنيات الحديثة لخلق القيمة.
وذكر أن محركات الثورة الصناعية الرابعة (التحول الرقمي) تشمل التحول الرقمي والتكامل لسلاسل القيمة العمودية والأفقية والتحول الرقمي في المنتجات والخدمات وتطوير نماذج أعمال رقمية للوصول الى العملاء.
وأشار إلى أن تقنيات الثورة الصناعية الرابعة تعمل على تحقيق قفزات كبيرة في الأداء وتعزيز العلاقات الرقمية مع المزيد من العملاء والتركيز على الأفراد والثقافة لدفع عجلة التحول الرقمي.
وقال ان الثورة الصناعية بالشرق الاوسط وصلت اليوم الى 41% وخلال السنوات الخمس المقبلة ستصل إلى 62% ، أما في العالم فوصلت نسبتها الإجمالية الى 33 % وستصل إلى 72% خلال 5 سنوات.
وبين ان التحول الرقمي يحقق قفزات كبيرة في الأداء حيث يخفض التكلفة بنحو 3.8% أي ما يعادل خفض في التكلفة عالميا بواقع 17.3 مليار دولار ، وزيادة في الإيرادات بواقع 16.9 مليار دولار من خلال خلق نماذج أعمال جديدة وطرح منتجات وخدمات رقمية جديدة وتقديم بيانات وتحليلات كبيرة على شكل خدمات ومنتجات مصممة حسب الطلب واقتناص فرص الأعمال ذات الهوامش الربحية العالية بفضل تحقيق فهم أعمق للعملاء من خلال تحليل البيانات وزيادة حصة السوق من المنتجات الأساسية.
وبين الرشيدي أن 20 % من الشركات لديها إدارة متخصصة في تحليل البيانات وتقدم الخدمات للعديد من الوظائف داخل الشركة ، ونحو 22 % من الشركات عملت على دمج تحليل البيانات في وظائف محددة ، ونحو 29 % من الشركات تعتمد على قدرات مختارة ومؤقتة للموظفين الأفراد لتحليل البيانات ، كما أن 16 % من الشركات تفتقر لوجود قدرات تحليل للبيانات الاساسية كما أن 12 % من الشركات تلجأ لتعهيد خدمات تحليل البيانات وتنفيذها إلى مزود خدمات خارجي.
وذكر أن مخطط نجاح شركة نفط الكويت في التحول الرقمي يعتمد على التقنيات والخبرة والتخطيط، مشيرا الى أن الشركة تعمل على التخطيط الاستراتيجية الثورة الصناعية الرابعة الخاصة واستحداث مشاريع تجريبية أولية وتحديد القدرات التي يحتاجها العملاء والتحول لمؤسسة رقمية وتخطيط منهجية لمنظومة الأعمال.
من جانبها، قالت مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الشيخة تماضر خالد الاحمد الصباح ان شركات النفط أصبحت مطالبة بتوظيف التكنولوجيا في معظم أعمالها سعياً منها إلى السيطرة وخفض التكلفة وتحسين أداء عملياتها وتوفير الوقت والجهد.
وذكرت الشيخة تماضر خالد الأحمد الصباح في مداخلة لها خلال الندوة، أن تنظيم وزارة النفط للندوة الافتراضية عن التحول الرقمي في شركة نفط الكويت تهدف إلى الاطلاع على أحدث التكنولوجيا المتبعة واكتساب الخبرات والممارسات الضرورية في مجالات الحفر والاستكشاف وإنتاج النفط والغاز.
وقالت ان تنظيم مثل هذه الندوات يهدف كذلك إلى الاستفادة المتبادلة والاطلاع على أفضل الممارسات بين وزارة النفط ومؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة وذلك تماشياً مع التوجهات الاستراتيجية للقطاع النفطي في تعزيز روح المبادرة والابتكار والبحث لدى العاملين.